المقيدة في هذه الحياة الدنيا وهي تكون غير معلومة التحقق غالبا لعدم احرازه قدرة الذي توكل عليه وتمكنه من تحقيق مطلوبه على كل حال وهذا بخلاف التوكل على الإله الخالق ـ فهو غير محدود الفائدة في الحاضر المعجل بل يشمل الفائدة الاخروية التي يرتبها الله سبحانه ويعطيها لمن توكل عليه ، ولذلك يكون التوكل عليه سبحانه مضمون النجاح ومعلوم الحصول اما عاجلا اذا اقتضت الحكمة الإلهية ذلك وإما آجلا وفي الدار الآخرة المعدة لتحصيل الفوائد واستلام الجوائز.
فائدة التوكل في الدنيا والآخرة :
وتتمثل الفائدة الاخروية بالثواب العظيم والنعيم الخالد الذي يعطيه الله سبحانه لعبده المتوكل عليه والمنقطع إليه باعتبار ان نفس هذا الانقطاع عبادة لله سبحانه وعمل باطني راجح يقرب من الله زلفى ـ وحيث ان الاستخارة نوع من التوكل على الله سبحانه واللجوء اليه لبيان ما هو الصالح لعبده المستخير ـ قال الامام الصادق عليهالسلام على ما روي عنه :
لا أبالي بعد ان استخرت على اي جنب وقعت وذلك لان المستخير اذا لم ينل مطلوبه المعجل الذي اقدم على تحصيله اعتمادا على استخارة الله واستشارته فهو ينال عوضه في الآخرة ما هو خير وابقى له مما فاته من العرض الزائل والى هذا المضمون اشار الامام عليهالسلام في دعائه : « ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور ».
ومن مجموع ما تقدم يعرف ان اهم فائدة يحصلها المؤمن المتوكل على الله سبحانه هي راحة النفس واطمئنان القلب لسلامة المصير وحسن العاقبة المترتبة على اللجوء الى كنف الإله وعطفه وهي تتمثل بإحدى