قصة أخرى تبين فائدة التوكل :
وهناك قصة أخرى ذكرت في نفس المصدر الذي نقلت منه القصة السابقة ـ وهو الجزء الاول من كتاب المستظرف في كل فن مستطرف صفحة ٦٤٤ وقصة حاتم في صفحة ٦٥ من هذا الكتاب وحاصلها :
انه حصل في عهد أحد خلفاء بني العباس ـ غلاء سعر وضيق حال حتى اشتد الكرب على الناس اشتداداً عظيما فأمر الخليفة بكثرة الدعاء والبكاء وبكسر آلات الطرب وفي بعض الايام رؤي عبد يصفق ويرقص فحمل الى الخليفة فسأله عن سبب فعله ذلك من دون الناس فقال : إن سيدي عنده خزانة بُر وأنا متوكل عليه ان يطعمني منها ولذلك ان لا أبالي ـ وعند ذلك اعتبر الخليفة بقوله واستفاد منه درسا في التوكل الحقيقي وقال :
اذا كان هذا قد توكل على مخلوق مثله فالتوكل على الله اولى ثم سلم للناس احوالهم وأمرهم بالتوكل على الله سبحانه وقد ذكرت هذه القصة بعد تلك.
أولاً : لاستفادة العظة والعبرة منها.
وثانياً : لبيان الفرق بين التوكل والاعتماد على المخلوق لحصول محبوب ودفع مكروه في هذه الحياة كما هو مضمون القصة الثانية والتوكل على الله سبحانه والانقطاع اليه وحده كما هو مضمون القصة الاولى.
وحاصل هذا الفرق هو انه اذا كان التوكل على المخلوق ـ كان الهدف المطلوب بالرجوع اليه محدودا بخصوص الغاية المحددة والفائدة