ومع فرض صحة هاتين الفريضيتن وعدم توقفهما على اخراج الحق الشرعي كما يتفق ذلك في بعض الفروض ـ ولكن المتأمل في حكمة تشريع العبادات كلها بصورة عامة والصوم والصلاة والحج بصورة خاصة يدرك جيدا ان الغاية الاساسية المقصودة منها هي التقوى المتمثلة بفعل الواجبات وترك المحرمات ومن المعلوم ان تأدية الفريضة المالية بإخراج الخمس وإيتاء الزكاة من اهم الواجبات وتركها من أبرز المحرمات لانه يشتمل على المعصية من ناحيتين.
الأولى : ترجع الى الخالق المشرع.
والثانية : تعود الى المخلوق بسبب غصب حقه وحرمانه منه وبذلك يعرف دور الفريضة المالية في تطهير المال من حق الغير مع تطهيرها النفس من درن الشح ودنس البخل والحرص.
دور التوبة في تطهير الإنسان نفسا ومالاً وولداً :
واذا طهرت الروح وسلم القلب من الامراض المعنوية المذكورة ونحوها من الصفات الذميمة المدمرة يسلم الجسم من الكثير من الامراض المادية التي تنشأ غالباً من تلك الامراض المعنوية المحطمة وعلى هذا يصح ان يقال : الجسم السليم في العقل والقلب السليمين ـ كما يقال في المقابل العقل السليم في الجسم السليم.
وهناك حمام اكبر واوسع من حمام العبادات المذكورة وهو حمام التوبة الذي يطهر النفس والروح من اوساخ الذنوب الحاصلة من ارتكاب المحرمات وترك الواجبات وخصوصا الواجبات العبادية المعهودة التي تقدم انها حمامات روحية تطهر النفس من النجاسات المعنوية فإن ترك