هذا الواجبات مضافا الى ترك الواجبات الاخرى وفعل المحرمات يؤدي لان يسقط مثل هذا الإنسان في مستنقع من اوساخ الذنوب وادران الخطايا ولا ينقذه منه ويطهره من أقذاره سوى حمام التوبة الكبير القابل لان يزيل عنه ذلك ويعيده الى حالته الاولية من الطهارة والنقاء كما اراد الله سبحانه له بفتح باب التوبة امام المنحرفين عن جادة العبودية وشجعهم على التطهير من الادناس بمائها بأنه سبحانه بعد تنظيفهم لنفوسهم يصبحون محبوبين لديه ومقربين اليه وكأنه لم يحصل منهم شيء من الخطأ والانحراف ـ وهذا ما أراد بيانه لهم بقوله تعالى :
( إن الله يحبُ التوابين ويحب المتطهرين ) (١).
الأمور المحققة للتوبة الواجبة على المكلف :
وحيث ان للتوبة دورها البارز في تنظيف النفس وتطهير الروح من شوائب الخطايا ـ فقد اوجبها الله بالوجوب الفوري والمؤكد وهي لا تتحقق الا بشروط عديدة أهمها ما يلي :
الأول : الندم على ما حصل من المخالفة والانحراف عن جادة العبودية.
الثاني : العزم والإصرار على عدم العودة الى المخالفة.
الثالث : ايصال الحقوق التي غصبت بسبب المخالفة والإنحراف عن الجادة.
وبعد التأمل بمضمون كل واحد من هذه الامور يعرف انها مقومة
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٢٢.