التقوى والتوكل مصدر السعادة في الدنيا والآخرة :
وإذا قدر له ان ينجح في سعيه المادي الدنيوي المحرم فذلك هو نصيبه في هذه الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب وبهذه المقارنة الموضوعية نعرف ان المؤمن رابح في تجارته وناجح في دنياه وآخرته على كل حال من احوال هذه الحياة لانه اذا حصلت له نعمة شكر الله عليها فكانت خيراً له في ذاتها وبما يترتب على الشكر عليها من الثواب العظيم ـ وإذا طرأت عليه مصيبة رضي بها وصبر عليها فكانت خيراً له ايضا بلحاظ ما يترتب على الرضا بها والصبر عليها من الثواب العظيم والاجر الجسيم ولهذا نقل عن بعض الحكماء قوله :
عجبت لامر المؤمن اذا حصلت له نعمة شكر الله عليها فكانت خيراً له واذا طرأت عليه مصيبة صبر عليها فكانت خيرا له فيكون كل ما يحصل له من نعمة ويطرأ عليه من مصيبة ـ خيرا له وذلك ببركة إيمانه الذي يدفعه الى الشكر في الرخاء والصبر في البلاء ـ والى ذلك اشار احد الشعراء بقوله:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة |
|
علي له في مثلها يجب الشــكر |
فكيف بلوغ الشكر الا بفضـله |
|
وإن طالت الأيام واتصل العـمر |
فإن مس بالسراء عم سرورها |
|
وإن مس بالضراء أعقبها الاجـر |
فما منهما الا له فيه نـعمـة |
|
تضيق بها الاوهام والسر والجـهر |
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم أيها الاخوان الاعزاء والأبناء الأحباء ورحمة الله.