النتيجة الى تقدير الله سبحانه ويتوكل عليه في نجاح سعيه راضيا بكل ما يقدره ويقرره له في النهاية فإذا تحقق النجاح وحصلت الفائدة المعجلة شكر الله سبحانه على توفيقه له مردداً قول النبي سليمان عليهالسلام.
( هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكرُ أم اكفر ) (١).
وبذلك ينال ثواب الشكر معجلا بزيادة النعمة ودوامها ومؤجلا بنعيم الجنة الخالد يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ولا يقول ما حكاه القرآن الكريم عن قارون من قوله :
( قال إنما أُوتيته على علم عندي ) (٢).
واذا شاءت الحكمة الإلهية عدم حصول الفائدة المعجلة رغم مشروعية الهدف والوسيلة ـ رضي بما قدره الله سبحانه له وصبر عليه منتظرا حصول فائدة الرضا والتسليم يوم الجزاء العادل الذي لا يضيع فيه عمل عامل من ذكر او انثى.
وبهذا وذاك يكون المؤمن المتوكل على الله رابحا وناجحا في سعيه اما لنيله كلتا الفائدتين المعجلة في الحاضر والمؤجلة في مستقبل الآخرة ـ او لنيله فائدة الآخرة المؤجلة.
وأما غير المؤمن فهو على العكس من ذلك غالبا ان لم يكن دائما لانه اذا رسم لنفسه هدفا فهو لا يتقيد بالمشروع منه واذا احتاج الى مقدمة ووسيلة فلا يتقيد بالمشروع منها وينتج عن ذلك عدم توفيقه لنيل غايته المعجلة بسبب حرمتها وبعدها وابعادها له عن توفيق الله سبحانه.
__________________
(١) سورة النمل ، الآية : ٤٠.
(٢) سورة القصص ، الآية : ٧٨.