يختار الا ما كان مشروعا منه كما لا يختار الا الوسيلة المشروعة اذا كان تحصيله متوقفا على مقدمة تساعد عليه ونتيجة هذا التقيد هو التوفيق لنيل امنيته المشروعة المعجلة ـ لان تقيده بحكم الله سبحانه وعدم تجاوزه الى غير المشروع يعتبر من مصاديق التقوى التي وعد الله سبحانه صاحبها بالتوفيق والمساعدة على تحصيل الغاية المطلوبة له حيث قال سبحانه :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيثُ لايحتسبُ ) (١).
وهو ايضا نوع من التوكل على الله وإيكال النتيجة الى توفيقه وهو سبحانه وعد المتوكل عليه بالتأييد والمساعدة حيث قال تعالى :
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (٢).
التوكل والتقوى اساس النجاح والفلاح :
واذا اقتضت الحكمة الإلهية والرحمة السماوية عدم ترتب الغاية المقصودة المشروعة على الوسيلة المعدة والسعي المشروع فالمؤمن لا يصاب بالإحباط ولا يناله يأس وبؤس بل يسلم أمره الى الله ويرضى بقضائه قائلا بلسان الحال او المقال ما ذكره الامام عليهالسلام في دعائه :
ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور ، وذلك لان المؤمن كما ذكرنا يتقيد بنظام الله سبحانه ويتحرك في إطاره في كل تصرفاته وينتج عن ذلك اختياره الهدف المشروع المرضي من قبل الله سبحانه ويسعى الى تحقيقه في الطريق المشروع والوسيلة الجائزة ويترك
__________________
(١) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ ـ ٣.
(٢) سورة الطلاق ، الآية : ٣.