يخلو منها أحد يكون له هدف في هذه الحياة ويسعى في سبيل تحقيقه وخصوصا اذا كان هدفا كبيرا له وزنه الذاتي والاجتماعي ولا يفرق في ذلك بين كونه هدفا ماديا يراد به تحصيل المال او معنويا يتمثل بتحصيل العلوم والمعارف ونحوها من الاهداف المعنوية ـ لان كل شخص يرسم لنفسه هدفا ويحدد غاية يحتاج لان يضحي براحته ويبذل ما يتناسب معها من الجهد والطاقة وبقدر ما يكون الهدف كبيرا يكون الجهد الذي يحتاجه من اجله كثيرا والى هذا المعنى اشار الشاعر بقوله :
واذا كانت النفوس كباراً |
|
تعبت في مرادها الأجسام |
ولا يخفى ان هذا البيان ناظر الى طبيعة الاهداف والغايات في ذاتها بقطع النظر عن نوعيتها من حيث المشروعة وعدمها ـ واما اذا نظرنا الى الموضوع من هذه الزاوية فهنا تبدو وتبرز الخصوصيات المميزة بين الهدف المشروع وغيره وبين الانسان المؤمن الملتزم بخط الشرع في مقام تحديد الهدف واختيار الوسيلة الموصلة له والانسان الآخر المتحلل من نظام السماء والمنطلق مع الاطماع والاهواء.
المؤمن الملتزم ناجح ورابح في السراء والضراء :
ويظهر الفرق بين الطرفين في مجالين ـ الاول مجال البداية بلحاظ النتيجة المعجلة ، والثاني مجال النهاية بلحاظ النتيجة المؤجلة ، وبذلك تظهر لنا قيمة الالتزام الديني ودوره الإيجابي الفعال في نجاح الإنسان الملتزم وسعادته في دنياه وآخرته.
وتفصيل ذلك ان الإنسان الرسالي الملتزم بخط السماء في كل تصرفاته انسجاما مع الغاية التي خلق الله الانسان من اجلها وهي عبادته وحده لا شريك له ـ يتقيد بالشرع ابتداء في مقام تحديد الهدف ـ فهو لا