القريب ليكونوا من أعوانه المجاهدين معه في سبيل نصر الحق على الباطل والعدل على الظلم.
والامر الذي اريد توضيحه هو ان التمني الذي يبديه اولئك لبيان رغبتهم الجامحة في نصرة الحسين لو كانوا موجودين في عصره ، هذا التمني غير صحيح على ضوء ما ذكره علماء البلاغة من ان التمني انما يصح النطق بعبارته المعهودة فيما اذا كان الامر المرغوب المتمنى متعذرا او متعسرا بحيث يصعب حصوله ولا يكون في متناول قدرة الشخص المتمني له ـ كما في قول الشاعر :
الا ليت الشباب يعود يوماً |
|
فأخبره بما فعل المشيبُ |
فعود الشباب الى الشيخ الذي طرأ عليه الشيب لكبره وتقدمه في العمر ـ ممتنع عادة فيصح لغويا وبلاغيا تمنيه.
واما نصرة الحسين عليهالسلام فليست كذلك حتى يصح تمني الوجود في عصره من اجل القيام بواجب نصرته.
وتوضيح ذلك ان الصراع الذي وقع في التاريخ لم يقع بين الحسين وانصاره من جهة ويزيد واعوانه من جهة اخرى كأفراد حتى ينتهي الصراع الذي وقع بينهم بانتهائهم وانما كان صراعا بين مبدأ الحق الذي حمله الحسين وجاهد في سبيله ومن معه ومبدأ الباطل الذي حمله يزيد ومن معه ودافعوا عنه ومن المعلوم ان الصراع بين هذين المبدأين وقع في التاريخ بين افراد اول مجتمع وجد على صعيد هذه الحياة وما وقع بين هابيل واخيه قابيل مظهر واحد من مظاهر هذا الصراع المبدئي الذي استمر بعد ذلك الى زمان بعثة الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبلغ ذروته بعده في عصب سبطه الحسين الشهيد واستمر بعد ذلك الى زماننا هذا حيث