يتكرر هذا الصراع ويستمر باستمرار سببه الى ان يرث الله الارض ومن ما عليها.
الصراع بين الحسين عليهالسلام وخصومه صراع بين مبادىء لا الاشخاص:
واذا ادركنا على ضوء ما تقدم من الخطب السابقة ـ ان الحسين عليهالسلام وبقية المعصومين من أهل البيت الطاهرين ـ هو قرآن ناطق واسلام عملي حي متحرك وان نصر هذا القرآن المجيد والاسلام الحميد يتحقق بتعلم احكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه فكريا وعسكريا ـ ندرك جيدا اننا قادرون الان وفي عصرنا الحاضر ان نكون من انصار حسين المبدأ والخط والهدف السامي وذلك بتعلمنا لاحكام الاسلام وتطبيق تعاليم القرآن في مختلف مجالات حياتنا ـ ومع تمكننا من ذلك وقدرتنا عليه لا يصح منا التعبير بجملة التمني المعهودة مخاطبين الحسين وأتباعه بقولنا :
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما لما تقدم من ان التمني لا يصح لغويا وبلاغيا الا في المورد الذي يكون المطلب المتمنى غير مقدور وبعد بيان قدرتنا فعلا على نصرة الحسين عليهالسلام بنصر الاسلام بما ذكرنا يتضح عدم واقعية هذا التمني على ضوء ما بيناه ولذلك بدل بعض الخطباء البلغاء العبارة المذكورة المشهورة على لسان الكثيرين من الخطباء ـ بعبارة اخرى تتضمن الدعاء بالتوفيق للاستمرار على نهج الحسين والتضحية في سبيل نصرته والدفاع عنه ـ هذا كله بالنسبة الى عبارة التمني المعهودة وقد عرفنا عدم الحاجة الى تكرارها ما دمنا قادرين على تحقيق أمنية نصر سيد الشهداء في اكثر من كربلاء واكثر من عاشوراء لان كربلاء بمعناها الرمزي تشمل كل مكان يتصارع فوقه الحق