ارتفع كل واحد منهم الى ارقى درجة وأسمى مرتبة من مراتب الفضل والكمال كما أراد الله لهم ان يكونوا من أجل ان تتم الحجة بهم على الخلق من قبل الله سبحانه.
والحديث عن الامام الصادق عليهالسلام بمناسبة ولادته او شهادته يعتبر حديثا عن كل واحد من آبائه الطاهرين وابنائه المطهرين لانهم كلهم نور واحد انبثق من نور العناية الإلهية والرحمة السماوية التي شاءت ان توجدهم في هذه الحياة ليكونوا شمسها الساطعة ونجومها اللامعة التي تنير للإنسانية درب الكمال والفضيلة والتقدم والسعادة ـ كما اوجد الشمس والكواكب المادية لتنير للبشرية درب الحياة وتساعدهم على ادراك اهدافهم الحياتية فيها ولقد صدق من قال في حقهم :
هم النور نور الله جـــل جلاله |
|
هم التين والزيتون والشفع والوتـر |
ولولاهم لم يخــلق الله أدمـــا |
|
وما كان زيد في الوجود ولا عمرو |
وما سطحت أرض ولا رفعت سما |
|
وما سطعت شمس ولا طلع البـدر |
والحديث عن أهل بيت العصمة يعتبر حديثا عن الاسلام العملي المتحرك وتفسيرا للقرآن الناطق ـ واذا اردنا ان نشير الى هذا الاسلام العملي العظيم والقرآن الناطق الكريم ـ بعناوين موضحة تدل عليه وتلفت الانظار اليه فنقول :
انه العلم النافع الذي يثمر لصاحبه الايمان الصادق الذي يترجمه على الصعيد الخارجي العمل الصالح والخلق الفاضل وعلى هذا فإن الحديث عن كل واحد من أهل البيت وترجمة حياتهم وشرح سيرتهم عليهمالسلام يكون بالحديث عن هذه العناوين المشرقة والمعاني المتألقة ـ ولنبدأ اولاً بالعنوان الاول وهو العلم النافع فنقول :