هذا قد آذاك وأخاف ان يردك وما ادري ما يكون من أمر أبي جعفر المنصور وأنا ومرازم أتأذن لنا ان نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر؟.
فقال له الامام عليهالسلام : كف يا مصادف فلم يزل يطلب اليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى فقال عليهالسلام : يا مرازم هذا خير ام الذي قلتماه؟ قلت : هذا جعلت فداك فقال : يا مرازم : إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير.
الإمام الصادق مثل أعلى في الحلم والكرم :
القصة الرابعة : تدل على حلمه وكرمه عليهالسلام وحاصلها :
انه كان له ابن عم يدعى الحسن الافطس وكان الحسن هذا قد حمل على الامام عليهالسلام بالشفرة محاولا قتله ورغم هذه المحاولة اللئيمة فقد اوصى الامام عليهالسلام بأن يعطى له سبعون دينارا وذلك عندما اشرف عليهالسلام على الوفاة فقيل له : اتعطي من حمل عليك بالشفرة يريد ان يقتلك؟.
فقال عليهالسلام لمن استهجن واستغرب من الامام عليهالسلام إقدامه على ذلك : اتريد ان لا اكون من الذين قال الله عز وجل في حقهم :
( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) (١).
إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها وان ريحها ليوجد من مسافة الفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.
__________________
(١) سورة الرعد ، الآية : ٢١.