وهذا هو السر في حث القرآن الكريم على اتباع هذا الاسلوب الحكيم قال سبحانه :
( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) (١).
وقال سبحانه : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسنُ فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) (٢).
وقال سبحانه : ( * ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن ) (٣).
وقال تعالى مخاطباً النبي موسى واخاه هارون عليهماالسلام :
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) (٤).
والصفة الثانية : أنه كان عليهالسلام لا يقطع على احد كلامه حتى يفرغ منه.
وهذه الصفة النبيلة تبين لنا ادب الاستماع وما ينبغي ان يكون عليه المستمع عندما يوجه اليه حديث من قبل غيره باعتبار ان الإصغاء له والتوجه الجسمي والفكري نحوه يشعر المتكلم باهتمام المستمع بحديثه واحترامه له وهذا يزيده رغبة في الانطلاق بحديثه حتى يبلغ مراده منه كما يسبب حصول المحبة او قوتها في نفسه له ـ اي للمستمع ـ مضافاً الى ما يسببه من الاحترام لشخصه ولذلك يطلب من المستمع التجمل بهذا الادب الاجتماعي الرفيع وهو الإصغاء الى المتحدث وعدم قطعه
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ١٢٥.
(٢) سورة فصلت ، الآية : ٣٤.
(٣) سورة العنكبوت ، الآية : ٤٦.
(٤) سورة طه ، الآية : ٤٣ ـ ٤٤.