حديثه حتى ولو كان مسبوقاً بمضمونه وقد اشار احد الشعراء الحكماء الى ذلك بقوله :
من لـي بإنســان إذا أغضــبته |
|
وجهلت كان الحلم رد جوابـه |
وإذا طربت الى المدام سكرت مـن |
|
أخلاقه وشـربت من آدابــه |
وتراه يصــغي للحـــديث بقلبه |
|
وبسمعه ولــعله ادرى بــه |
مدى اهتمام الإسلام في قضاء حوائج الإخوان :
والصفة الثالثة : التي وصف بها ذلك المتحدث الإمام الرضا عليهالسلام هي انه ما رد احداً عن حاجة قدر عليها.
وهذه أنبل وافضل صفة يتصف بها الإنسان في هذه الحياة لما يترتب عليها من النفع العظيم لكل واحد من الطرفين صاحب الحاجة ومن قضاها له او سعى قدر في طاقته في سبيل قضائها واذا قارنا بين ما يحصل لصاحبها من فائدة ولقاضيها من منفعة فإنا نجد ان ما يحصل للثاني اكثر وابقى مما يحصل للأول من ذلك أما بلحاظ الحاضر فالمنافع الحاصلة له فيه معجلاً كثيرة اهمها وابرزها المحبة العميقة التي تحدث او تقوى وتتعمق في نفس من تقضى له الحاجة ويترتب على ذلك غالباً وبشكل عفوي احترامه لمن اهتم بقضيته وذكره بالثناء حاضراً وغائبا ودعاؤه بتحصيله ما يحب وسلامته مما يكره واهتمامه بقضاء حاجته رداً على الإحسان بالمثل حتى وان لم يصدر منه طلب له وتكليف به ، قال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعيد قلوبهم |
|
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ |