ومن المعلوم ان الشخص الذي يسعى في سبيل حاجة اخيه ويتوفق لقضائها فهو يدخل السرور بذلك على قلبه ويكشف كربته وتتحقق بذلك ثلاثة اسباب لنيله الاجر العظيم وهي قضاء الحاجة وكشف الكربة وادخال السرور ، وقد مر معنا ذكر الثواب الجزيل المترتب على كل واحدة من هذه الخدمات النبيلة.
هذا ما سمحت به الفرصة وساعد الوقت على بيانه بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الرضا عليهالسلام والخلاصة التي احببت ان اختم بها الحديث عنه بوحي هذه المناسبة المباركة هي ان حياة هذا الإمام العظيم كحياة اجداده وابنائه الطاهرين المعصومين تعتبر في واقعها تجسيداً حياً لما في الإسلام من عقائد حقه ومبادىء رفيعة ومثل سامية والاحتفال الحقيقي بمناسبة ولادة احدهم او شهادته انما يكون بترسم خطاهم والسير على ضوء هداهم بكل تصرف اختياري نمارسه على صعيد هذه الحياة لأن الاحتفال معناه الاحتفاء والاحترام وهذا لا يكون صادقاً وكاملاً الا اذا ترجم بالاقتداء والمتابعة لما يعبر عنه ذلك من تقدير شخصية المحتفى به والثقة القوية بانسجام سيرته مع المنهج الإلهي ليكون الاقتداء به محققاً للغاية الفضلى والهدف الاسمى الذي خلق الله سبحانه الإنسان من اجله وهي إطاعته وعبادته وحده لا شريك له.
بيان الاحتفال الحقيقي وتمييزه عن التقليدي :
وبذلك ندرك جيداً ان الاحتفال الذي يقتصر فيه على ذكر صاحب المناسبة بالمدح والثناء وسرد ما كان متجملاً به من مكارم الاخلاق ومحاسن الصفات من دون استيحاء الدروس من سيرته والتأثر بسلوكه العملي ـ لا يكون احتفالاً حقيقياً وتكريماً واقعياً منسجماً مع إرادة الله