قال سبحانه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرهُ (٧) ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) (١).
وخوفه من المصير الثاني المؤلم يجعله زاهداً في الممارسات اللاشرعية وراغبا فيما يؤدي به الى المصير الاول.
بيان المراد من الزهد الراجح في الإسلام :
ومما تقدم يظهر جليا ان المراد بالزهد المأمور به والمرغوب فيه اسلامياً ـ هو الزهد فيما يضر الانسان فرداً ومجتمعاً دنياً وآخرة وينحصر ذلك بالمحرمات وتلحق بها المكروهات على وجه الافضلية التي لا تمنع من الفعل كما هو معلوم وذلك باعتبار عدم الاستفادة منها في الآخرة بخلاف ما لو تركت امتثالاً للنهي الكراهتي فإن ذلك يعتبر عبادة يحصل بها الثواب في الآخرة والتوفيق في الدنيا والى ما ذكرناه في بيان المراد من الزهد اشار الإمام علي عليهالسلام بقوله :
« ليس الزهد ان لا تملك شيئاً ولكن الزهد ان لا يملكك شيء » وعلى ضوء هذا المفهوم الواعي لمعنى الزهد في الإسلام ندرك أن الانسان المؤمن لو ساعدته ظروفه على ان يملك الثروة الطائلة من الحلال ودفعه التزامه الديني لان يخرج ما تعلق بها من الحق المعلوم للسائل والمحروم ـ فهذا الشخص يكون من الزاهدين المقدسين المقدرين عند الله سبحانه والمؤمنين الواعين.
__________________
(١) سورة الزلزلة ، الآيتان : ٧ ـ ٨.