العبادة وما يترتب عليها من معطيات إيمانية كثيرة ، وبعد ذكر هذه المقدمة التمهيدية يأتي دور الحديث عن فريضة الحج وبيان ما يترتب على تأديتها من الفوائد الجليلة والمنافع العديدة فأقول :
الفوائد المترتبة على هذه الفريضة المقدسة كثيرة وسأقتصر على ذكر أهمها وابرزها وهو الزهد في كل ما يبعد الانسان عن رحمة الله سبحانه ويشغله عن الاهتمام بما ينفعه في دنياه وآخرته من الواجبات والمستحبات وعن التجمل بما يرفعه من الفضائل والكمالات.
من فوائد فريضة الحج المقدسة الزهد في الدنيا المحرمة :
والوجه في ترتب فائدة الزهد على تأدية فريضة الحج هو ان الانسان المؤمن اذا عزم على تأدية هذه الفريضة يرتسم نصب عينيه شبح الموت بسبب ما يحصل له ويصيبه في الطريق وبعد وصوله الى اماكن تأدية المناسك الواجبة من المتاعب والحوادث الخطيرة التي ادت فيما سبق الى موت البعض من الحجاج.
وخوفه من ذلك يظهر له بصورة تفصيلية ـ طبيعة هذه الحياة الدنيا وانها دار ضيافة والانسان فيها ضيف يقيم فترة محدودة ثم يرحل عنها الى مقره الاخير وداره الاخرى التي خلق من اجلها وفيها يتقرر مصيره على ضوء اعماله التي كان يمارسها في هذه الدار العاجلة الزائلة ـ فإن كانت خيراً منسجمة مع الوظيفة الشرعية المحددة له من قبل الله سبحانه ـ كانت النتيجة خيراً وجنة عرضها السماوات والارض ـ وان كانت شراً ومخالفة لتلك الوظيفة كانت النتيجة من جنسها.