والمستحبات وترك ما نهى عنه من المحرمات والمكروهات وحيث ان الله سبحانه حكيم رحيم لا يأمر إلا بما فيه المصلحة والمنفعة المادية والمعنوية ، ولا ينهى إلا عما فيه المضرة والمفسدة الجسمية والروحية فإذا حقق العبد ذلك واتقى الله حق تقاته حصل المنافع والفوائد وسلم من المضار والمفاسد فهو يدخل جنة الدنيا ومنها ينطلق الى جنة البقاء والخلود قال سبحانه.
( ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (١).
وقال سبحانه :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لايحتسبُ ) (٢).
والعبادة بهذا المعنى العام المتمثل بالاستقامة في طريق التقوى وعدم الانحراف عنه مهما كانت الضغوطات او المغريات المؤدية بطبيعتها الى التحلل من نظام العبودية ، حيث انها محتاجة الى قوة إيمانية وبطولة روحية تساعد المؤمن على الثبات في ساحة الجهاد الاكبر ـ لذلك شرعت العبادات الخاصة المعهودة بكيفيتها المرسومة واشترط في صحتها وترتب الاثر عليها الاتيان بها بقصد التقرب لله سبحانه ـ لأن ذلك يعمق الايمان في النفس ويقويه في القلب ليبقى صاحبه على صلة بالله سبحانه وانشداده اليه برابطة التقوى فيظل دائماً في اطار عبادته له بكل ما يصدر عنه من تصرفات اختيارية سواء كانت فعلاً لما امر به سبحانه او تركا لما نهى عنه ونتيجة ذلك هو بقاء هذا المؤمن العابد في نطاق مصلحته وسعادته كما اراد الله له على ضوء ما تقدم بيانه من فلسفة
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٩٦.
(٢) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ ـ ٣.