ـ وقد عبر الله سبحانه عما يترتب على الإيمان الصادق ويساهم معه في عملية فتح باب البركات السماوية والارضية بعنوان عام يشمل كل ما ذكر بعده اي بعد الإيمان من العمل الصالح والخلق الفاضل وهذا العنوان هو التقوى حيث قال سبحانه : ( ولو ان اهل القرى ءامنوا واتقوا ) (١) إلخ.
وقد بينت في الحديث السابق الوجه في إيصال التقوى صاحبها الى الكمال والسعادة باعتبار ان المراد منها اي من التقوى نفس ما يراد من العبادة بمعناها العام المتمثل بفعل الواجبات وترك المحرمات.
وحاصل ما ذكرته في مقام بيان تأثير العبادة في نيل العابد التقي الكمال والسعادة هو ان الله سبحانه عليم وحكيم ورحيم فلا يأمر بشيء الا لمصلحة تعود الى المكلف ولا ينهى عن شيء الا لمفسدة تترتب عليه والله برحمته وحكمته يريد ابعاد الانسان عن هذه المفسدة ومن الواضح ان الإنسان الملتزم بالرسالة السماوية بالإيمان الواعي والتقوى والعمل الصالح اذا نفذ التزامه وفعل ما ينفعه ويرفعه وترك ما يضره ويحطمه مادياً ومعنوياً ـ فلا بد ان ينال ما اراد الله سبحانه ان يناله من الكمال والسعادة.
الإسلام دين السعادة والسلام :
هذا من الجانب الإيجابي الذي صرحت به هذه الآية المباركة واما الجانب السلبي الذي ذكرته بقوله سبحانه : ( ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (٢) فيحتاج الى مقدار من التوضيح فأقول :
المراد بالتكذيب الذي يترتب عليه عكس ما ترتب على التصديق
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية : ٩٦.
(٢) سورة الاعراف ، الآية : ٩٦.