الإيماني والتطبيق العملي ـ هو ما يشمل التكذيب العملي المتمثل بعدم العمل بمقتضى الإيمان لانه يشترك مع التكذيب الإيماني في النتيجة السلبية وهي عدم إدراك الإنسان الكافر او المؤمن بلا عمل ـ ما اراد الله سبحانه له ان يصل اليه ويحصل عليه من نزول الخيرات والبركات والتمتع بالرخاء والسعادة في جميع المجالات ـ وقد نص الله سبحانه على هذه النتيجة بقوله عز وجل : ( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) (١).
وقد أشرت الى مضمون هذه السورة المباركة بالابيات التالية :
والعصر إن المرء في خـسران |
|
وشقاوة ومذلة وهـــوان |
إلا الألى(٢) عرفوا الإله وطبقوا |
|
نهج الهدى وشريعـة القرآن |
وغدا يوصي بعضهم بعضاً هنا |
|
بالحق والصبر الجميل الباني |
وإذا اردنا ان ندرك بوضوح وجلاء مدى تأثير الرسالة السماوية في سعادة الانسان وتقدمه في مختلف المجالات والميادين فما علينا الا نلقي نظرة على الوضع العام في العالم والخاص في الجزيرة العربية وكيف كان قبل بزوغ شمس الرسالة الاسلامية وكيف اصبحت الامة بعد بزوغها وخروجها بها من الظلمات الى النور؟.
المقارنة بين الوضع الجاهلي الذي كانت الامة عليه
والوضع الرسالي الذي وصلت اليه :
كل من اطلع على تاريخ الامم والشعوب يعرف الوضع الجاهلي
__________________
(١) سورة العصر ، الآيات : ١ ـ ٢ ـ ٣.
(٢) الألى وهي بمعنى الذين.