الذي كان مسيطراً عليها لتعيش حالة الشرذمة والانقسام ، والعداوة والخصام مع الشرك والعكوف على عبادة الاصنام وكان الجاهلي إذا اظلم الليل ركب فرسه وحمل سيفه ورمحه وانطلق ليسطو على القبائل الاخرى ويسلب منها ما يتمكن من سلبه ثم يعود مفتخراً بذلك وانه ابن الليل الذي يقتحم الاهوال بشجاعة وبطولة وإذا خانه الحظ ولم يتوفق لادراك امنيته المنشودة سطا على قبيلته ليدرك غايته منها.
وأما المرأة فقد كانت في ظل الوضع الجاهلي سلعة تباع وتشترى في سوق المتاع الرخيص بعد ان فقدت قيمتها وحرمت من حقوقها المادية والمعنوية فلا حق لها في الإرث ويشاركها في الحرمان منه الطفل لانهما ضعيفان لا يقدران على الحرب والتصدي للدفاع إذا تعرضت القبيلة للعدوان من قبل جهة خارجية معادية.
وقد تطور هذا الموقف السلبي تجاه الفتاة الوليدة بصورة خاصة عند بعض القبائل الى درجة الإعدام ودفنها حية اول ولادتها خوفاً من الفقر والعار والى هذه الظاهرة الجاهلية المقيتة اشار الله سبحاهه بقوله :
( وإذا الموءدة سئلت * بأي ذنب قتلت ) (١).
هذه صورة مختصرة عن الوضع الجاهلي الذي كان سائداً في الجزيرة العربية بين أفراد امتها حيث لم يكن هناك شرع عادل يمنع ولا ضمير انساني يردع وعلى هذا الوضع المتردي يقاس وضع بقية الشعوب والامم في العالم.
وقد اشرت الى ذلك بمقطوعة شعرية نظمت سابقاً والقيت في
__________________
(١) سورة التكوير ، الآيتان : ٨ ـ ٩.