بعض المناسبات الدينية وسأذكرها (١) بعد الحديث ولو موجزاً عن الوضع الإيجابي الرسالي الذي تحولت له الامة بعد استضاءتها بنور الدين الإسلامي الحنيف الذي بعث به رسوله الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ليكون رحمة للعالمين
بيان سبب خروج الامة من الحالة الجاهلية الى الحالة الرسالية :
وقد تحققت هذه الرحمة على يد هذا الرسول العظيم الرحيم الذي استطاع برحمته وحكمته وصبره وحلمه ان يجعل من تلك الامة الجاهلية التائهة في ظلمات الجهالة والضلالة خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف بعد فعله وتنهى عن المنكر بعد تركه.
ولم يكن هذا التحول في الوضع الخارجي إلا بعد حدوث التحول والتغير في الوضع الداخلي بتبدل المفاهيم والعقائد والتقاليد من الحالة الجاهلية التائهة الى الحالة الرسالية المهتدية فالشرك العقيدي والعبادي تحول الى التوحيد الخالص في الإيمان والعقيدة والإطاعة والعبادة ـ والظلم والعدوان تحول الى العدل والبر والإحسان حيث اصبح الإنسان في ظل رسالته العادلة الرحيمة يجول في الليل ليقدم صدقة السر ويوزع ويزرع العطف والامان بعد ان كان في ظل وضعه الجاهلي يوزع الرعب والعدوان.
كما تحول من حالة الشح والاستئثار الى حالة الجود والإيثار وقد مدحهم الله سبحانه واثنى على هذه الظاهرة الإنسانية النبيلة بقوله تعالى :
__________________
(١) قد عدلت عن ذلك ورجحت تأخير ذكرها الى حديث آخر وذلك بسبب ضيق المجال وطول المقال.