تطهيره وتحريره إذا قدر له ان يحتل من قبل الظالمين الغاصبين وجاءت فريضة الجهاد لتكون ذلك السور المانع كما جاء جهاد المؤمنين المناضلين ليحقق الحراسة الحافظة والصيانة المانعة.
سبب محاربة الكفار والمنافقين لشريعة رب العالمين :
وتظهر لنا هذه الحقيقة بصورة واضحة عندما نلقي نظرة موضوعية فاحصة على الفترة الصعبة التي خاضت فيها الطليعة الاسلامية الاولى اصعب مراحل الجهاد وادقها عندما هبت في وجهها قوى الشرك والانحراف العقيدي والعملي لتضع حداً لزحف الإسلام المقدس فتمنع شمسه من الإشراق ونوره من التألق والانطلاق في آفاق الوجود الرحبة واجوائه الواسعة.
فولا ثبات الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين آمنوا معه على صعيد الجهاد الاكبر وتحملهم كل انواع الاذى النفسي والجسدي من أجل نصرة المبدأ الحق والجهاد الجديد في سبيل انتشاره ـ لما استطاع هذا المبدأ العظيم ان يصمد في مرحلته الاولى المكية امام تلك التحديات الصعبة ويشق دربه بصعوبة تحت جنح الظلام حتى تحول بعد ذلك بعون الله سبحانه وتوفيقه من مرحلة الدعوة في مكة الى مرحلة الدولة في المدينة حيث بدأت مرحلة جديدة وصعبة من مراحل الجهاد من اجل صون هذه الدولة الفتية من اعتداء المشركين وطغيان الظالمين ـ وحيث كان الجهاد في سبيل الله ونصر دين الله سبحانه ـ فقد كلله تعالى بالنصر والتأييد وفاء بوعده الذي قطعه على نفسه حيث قال : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) (١).
__________________
(١) سورة محمد ، الآية : ٧.