( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (١).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله عندما سأله رجل عن عمل يدخله الجنة : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان.
والحديث حول موضوع الزكاة سيكون من جهتين :
الجهة الاولى : أبين فيها الوجه في قرن الزكاة بالصلاة وعطفها عليها في الكثير من الآيات والعديد من الروايات.
الجهة الثانية : أبين فيها الفوائد العديدة المترتبة على تأدية هذه الفريضة اي فريضة الزكاة مع الإشارة الى ما يترتب على التصدق والانفاق بوجه عام ـ من المنافع الجسيمة والفوائد الكثيرة من عدة جهات وفي مختلف المجالات.
وحاصل ما اريد ذكره في المقام وجها لذكر الزكاة مقترنة بالصلاة هو ان الله سبحانه انما فرض الصلاة واوجب على المكلف ان يتعبد له بها من اجل ان تربطه بخالقه وتصله به فكرياً وروحياً لتصبح بذلك معراجاً له يسمو به الى سماء الكمال والفضيلة ومن لوازم ذلك ان ينتهي عن الفحشاء والرذيلة من الناحية السلبية وينطلق في ميادين الخير والبر والاحسان من الناحية الايجابية وحيث ان الزكاة تعود على مؤديها وعلى من تعطى له بالخير العميم والفضل الجسيم والثواب العظيم اعتبرت بذلك متممة للصلاة ومحققة لاهدافها السامية المتمثلة بتجسيم القرب المعنوي من الله سبحانه الحاصل بفعلها له بقصد التقرب منه ـ كما هو الشرط الاساس في صحتها وتحويله الى القرب المعنوي والمادي من
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٣.