خلقه تعالى باعتبار عياله واحب الناس له واقربهم منه انفعهم لعياله كما هو مضمون الحديث وبذلك تتحقق إقامة الصلاة التي هي روحها وجوهرها الذي يعطيها قيمتها ويحقق لها غايتها
الوجه في اقتران إيتاء الزكاة بإقامة الصلاة :
وهذا ما اراد الله سبحانه ان يشير اليه وينبه عليه بالتعبير باقامة الصلاة بدل التعبير بالإتيان والعمل الخارجي حيث قال سبحانه : ( ويقيمون الصلاة وأقيموا الصلاة ) ولم يقل يأتون بالصلاة وأتوا بها لأن التعبير الثاني يدل على أصل وجود صورة الصلاة وشكلها الخارجي ـ وهي ليست بظاهرها البارز وشكلها الماثل ولكن بروحها المقربة من الله بالتقوى وحيث ان دفع الزكاة لمستحقيها من الفقراء والمساكين من اوضح مصاديق الاخلاق السامية والاعمال الراجحة المحبوبة للخالق والمخلوق اعتبرت تأديتها إقامة للصلاة وترجمة عملية لغاياتها النبيلة.
وبذلك يعرف السر في عطف الله سبحانه العمل الصالح على الايمان في الكثير من آيات كتابه الكريم ومن اوضح مصاديق ذلك قوله تعالى عليهمالسلام ( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) (١).
هذا حاصل ما يناسب ذكره في الجهة الاولى.
بيان الفوائد المترتبة على إعطاء الزكاة :
وأما الفوائد التي وعدتُ ببيانها في الجهة الثانية فهي كثيرة وتفصيل
__________________
(١) سورة العصر ، الآيات ، ١ ، ٢ ، ٣.