الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) (١).
واذا نظرنا الى فلسفة تشريع الزكاة والغاية السامية المقصودة منها فإنا نجدها غير محصورة بالفريضة المالية المحددة بالقدر المعلوم بل هي تشمل وتمتد بروحها الواسعة لتشمل كل نعمة من الله سبحانه بها على الإنسان وهذا ما صرح الله سبحانه به ودل عليه بقوله في اول سورة البقرة :
( الم * ذلك الكتاب لاريب فيه هُدى للمُتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (٢).
حيث عمم الإنفاق الذي يقوم به المتقون وجوباً او استحباباً الى كل رزق يمن به الله سبحانه عليهم سواء كان مادياً ام معنوياً كالعلم والجاه ونحو ذلك.
وأما النفع الأخروي المؤجل فهو جنة عرضها السموات والارض ورضوان من الله اكبر.
وما أمس حاجة المستضعفين بصورة عامة والامتين العربية والاسلامية بصورة خاصة الى ان يتحلوا بهذه الروح الانسانية النبيلة وهي روح البر والاحسان والتعاطف والتعاون على البر والتقوى ويغضوا النظر عن الخلافات الطائفية والمذهبية والسياسية إما بتجميدها من اجل التوجه الى ما هو الاهم والانفع للجميع او بمسها برفق ولين وبأسلوب الحكمة الواعية والموعظة الحسنة من قبل المسؤولين الفضلاء الحكماء إذا اقتضت المصلحة العليا ذلك ليتعاونوا على تنفيذ ما يتفقون عليه وما يبقى
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ٩٠.
(٢) سورة البقرة ، الآيتان : ١ ، ٣.