( هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسانُ ) (١).
وهذا بخلاف ما إذا أعرض عن الآخرين وقت يسره وعسرهم فهو يرى منهم نفس هذا الموقف السلبي اذا تبدل يسره بالعسر وغناه بالفقر وقوته بالضعف كما هو شأن الحياة التي لا تستقر على حال ولذا قيل : دوام الحال من المحال وبذلك تعرف ان فائدة المحبة والاحترام المعنوية الراجعة الى من يحسن الى غيره تعود عليه بالفائدة المادية ايضا وبطريق غير مباشر والى تأثر اكثر افراد البشر ايجابياً بالإحسان وتحولهم الى جنود مدافعين ونافعين لمن احسن اليهم ، اشار الشاعر بقوله :
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم |
|
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ |
وكما ان الصنع الجميل والإحسان العملي النبيل يأسر عواطف الآخرين كذلك القول الطيب والكلمة الحسنة الجميلة كما قال الشاعر الآخر:
عجبت لمن يشري العبيد بماله |
|
ولا يشتري حراً بلين مقاله |
وحيث ان الله سبحانه اراد للمحبة ان تسود وللتضامن والتعاطف ان ينتشرا بين افراد المجتمع نرى شرعه السمح قد امر وجوبا او استحباباً بما يؤدي الى ذلك ونهى تحريما عن كل ما يؤدي الى خلافه وقد جمع بين هذا الامر وذلك النهي في قوله تعالى :
( * إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى وينهى عن
__________________
(١) سورة الرحمن ، الآية : ٦٠.