إن الدافع الى إعادة طبعه هو طلب كريم صادر ممن هو اكرم واعز واعظم وهو الله سبحانه الذي أمر كل مكلف وطلب منه وجوباً او استحباباً التفقه في الدين والاطلاع على ما يجب عليه او يستحب له الاطلاع عليه والالمام به ، من اصوله القويمة وفروعه الحكيمة ونظمه الهادفة التي تنظم سير الإنسان وحركته العبادية في هذه الحياة لتصل به الى الهدف الرفيع والغاية السامية التي اراد الله سبحانه وصوله اليها وهي الكمال والسعادة تمهيداً لنيلهما هناك في دار الخلود بدرجة ارقى وابقى.
وكما اوجب سبحانه التفقه في الدين وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة ، اوجب ايضا على المتعلم المتفقه ، ان يعلم غيره بالطريقة التي تساعده على تأدية هذه الفريضة الإسلامية المقدسة ، وحيث ان الكتابة والتأليف ونشر ما يؤلف على نطاق واسع ، يمكن العالم من القيام بدور التعليم والإفادة بأنجح اسلوب وانفع وسيلة كما هو واضح.
كان لهذه الوسيلة اهميتها في نظر التشريع الإسلامي لذلك ورد في الحديث المشهور عن الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ما حاصله : أن الإنسان إذا مات انقطع عمله الا من ثلاثة : علم ينتفع به وصدقة جارية وولد صالح يدعو له.
والذي يؤكد اهمية التجاوب مع هذا الطلب السماوي والتكليف الشرعي هو الشعور بالمسؤولية نحو الجيل الجديد الذي استيقظ من غفلته واستعد للنهوض من كبوته التي عرضت له نتيجة الشبهات الكثيرة والإشاعات المغرضة التي اثيرت واطلقت حول الدين وان الالتزام به ايمانا وعملاً ، رجعية وتأخر عن ركب الحضارة المعاصرة الزاحف الى الامام ، او انه افيون يخدر الشعور ، ويمنع الشعوب من الثورة على الظلم والظالمين بما يدعو اليه من الصبر على البلاء والرضا بالقدر والقضاء