لتنال بذلك جزاء الصابرين يوم الرحيل والانتقال الى جوار رب العالمين.
إلا ان قليلاً من الدراسة والاطلاع الواعي على الرسالة الإسلامية وملاحظة نجاحها الرائع في تجربتها الرائدة على يد الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث استطاعت خلال فترة قصيرة ان تخرج الامة العربية من الظلمات الى النور وتجعل منها خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف بعد فعله وتنهى عن المنكر بعد تركه.
أجل : إن الملاحظة الواعية لهذه الحقيقة التاريخية البارزة ، تزيل تلك الشبهات وتوحي للإنسان الواعي بما تتمتع به تلك الرسالة الخالدة من قدرة ومرونة تساعدها على التجاوب مع حاجات كل عصر ومطالب كل جيل لانها منزلة من قبل الإله الخالق للإنسان العالم بما يصلحه ويصلح له من التشريعات في جميع المجالات.
وحيث أنها جاءت خاتمة الشرائع ورسالة الخلود كان ذلك مقتضياً اشتمالها على جميع ما تحتاجه البشرية في جميع العصور حتى لا يحتاج الإنسان المعاصر والآتي لان يضع تشريعا من قبله ليملأ به الفراغ ويتمم النقص ، ويؤكد هذه الحقيقة الإيمانية الموضوعية النص القرآني الذي يقول الله سبحانه فيه :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم ديناً ) (١).
ويأتي الحديث المشهور القائل : « حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة » ليؤكد هذا النص القرآني ، والحلال والحرام الواردان في هذا الحديث كناية عن مجموع احكام الشريعة
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٣.