نصرة الحق مهما كان العدو كثير العدد وقوي العدد وكان المؤمنون على العكس من ذلك.
وذلك ما يوحي به قوله تعالى :
( ولينصرن اللهُ من ينصره إن الله لقوى عزيز ) (١).
وقوله تعالى :
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) (٢).
وتأتي معركة بدر لتكون المصداق الواضح لهذه الحقيقة القرآنية ـ كما تأتي قصة اصحاب الفيل والحمامة والعنكبوت مع قصة النبي إبراهيم التي توحي بالاطمئنان بإمكانية تدخل عامل الغيب وسلاحه الفتاك ليقلب الموازين في ساحة المواجهة حينما يجعل الله سبحانه القوي ضعيفا والكثير بحكم القليل والنار برداً وسلاما إذا لزم الامر واقتضت المصلحة وقد اكد الله سبحانه هذه الحقيقة في العديد من الآيات منها قوله تعالى : ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) (٣).
وقوله سبحانه : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) (٤).
وأما النتائج الحميدة التي ترتبت على هذه الهجرة المباركة فهي واضحة لا تحتاج الى مزيد من البيان لانها تمثل في واقعها انطلاقة موفقة وخطوة مباركة في سبيل تحول الدعوة من مرحلة الضعف والدفاع الى مرحلة القوة والدولة التي اصبحت بعد ذلك بنصر الله وتأييده وثبات
__________________
(١) سورة الحج ، الآية : ٤٠.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٩.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٢٦.
(٤) سورة الروم ، الآية : ٤٧.