تحقيق ما يحبون حصوله من الآمال المشروعة والاهداف السامية المحبوبة له سبحانه ـ وذلك بتمهيد السبيل أمامهم وإزالة الحواجز من طريقهم انسجاما مع القاعدة الإيمانية القائلة : إذا اراد الله أمراً هيأ اسبابه ويكون الامر عكس ذلك بالنسبة الى الكافرين والمنافقين.
وقد تجلى ذلك كله بوضوح في قصة الهجرة من بدايتها وفي وسطها الى نهايتها وبلوغها الهدف المرسوم لها والمقصود منها ففي البداية صدر الامر الإلهي بها والاخبار عن الضرورة الموجبة لها ليتحقق العزم والاقدام عليها من قبل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هيأ الله سبحانه للرسول والرسالة المؤازر والناصر في كل المواقف والمواقع وهو شخص الإمام علي عليهالسلام الذي بدأ نصرته للدعوة منذ بدأ الرسول بها ـ ويأتي مبيتة في فراشه ليكون المصداق الواضح للسبب البارز المساهم في إنجاح الخطة وحصول الهجرة. هذا من الناحية الإيجابية وبالنسبة الى الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم حبيب الله وحامل لواء دعوته وسراج رسالته.
وأما بالنسبة الى اعدائه فالامر كان على العكس حيث أعمى الله ابصارهم كما عميت بصائرهم فلم يشاهدوا الرسول حين خروجه من بينهم وكذلك قدر للحمامة ان تبني عشها وللعنكبوت ان تبني بيتها وبسرعة خاطفة ليكون ذلك سبب سلامة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومصدر فشل لمؤامرة أعدائه الذين قصدوه بسوء وارادوا به شراً فقلب سبحانه. السحر على الساحر وكان الانتصار للمؤمن الموحد على المشرك الكافر ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
الدرس الثالث : المستفاد من هذه القصة هو ما توحيه لنا من قوة الاطمئنان بحصول النصر والغلبة في معركة الجهاد والتضحية في سبيل