المنعم بها والتفكر فيما يستحقه من الشكر وما يترتب عليه من الزيادة والخير والبركة بقوله تعالى :
( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) (١).
وإذا كان الذاكر لله سبحانه واعيا وملتفتا ببركة تذكره الواعي الى ان العذاب المترتب على الكفر بنعمة الله سبحانه ليس مقصورا على العذاب الاخروي بل هو شامل للعذاب الدنيوي المعجل الذي يتحقق بسلب النعمة عن الكافر بها الصارف لها في غير اطاعة الله سبحانه ، فإن تذكره هذا والتفاته الى هذه النتيجة السلبية الخطيرة يدفعه ويحتم عليه صرف نعمة الله في سبيل اطاعته ليحصل تلك الفوائد العظيمة ويسلم من نتائج الكفر العقيمة الجسيمة.
وقد ذكر الله سبحانه في كتابه المجيد نموذجا للمؤمن الشاكر الذاكر وبين نتيجة شكره لله على نعمه الكثيرة والكبيرة وهي اعطاؤه ملكا واسعا لم يحصل لغيره من الحكام في هذه الدنيا.
وكان موضوع هذا الحديث السماوي القرآني هو النبي سليمان الذي ملك الدنيا بتوفيق الله وفضله ولكنها لم تملكه ولم تؤثر على موقعه العبودي من المنعم بها عليه ـ ولم يزده إقبالها عليه من جميع الجهات الا اقبالا على الله سبحانه بالشكر القلبي الذي ابرزه بالشكر اللساني عندما قال : ( هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر ام اكفر ) (٢).
وتوج كلا الشكرين القلبي بمعرفة مصدر هذا الملك العظيم واللساني بالاعتراف بأنه من فضل الله.
__________________
(١) سورة إبراهيم ، الآية : ٧.
(٢) سورة النمل ، الآية : ٤٠.