صحيفة الأعمال صحيفة الأعمال وجزء من اللوح المحفوظ ، ويكون معنى كتابة الملائكة للأعمال تطبيقهم ما عندهم من نسخة اللوح على الأعمال.
وهذا هو المعنى الذي وردت به الرواية من طرق الشيعة عن الصادق عليهالسلام ومن طرق أهل السنة عن ابن عباس ، وسيوافيك في البحث الروائي التالي.
وعلى هذا فقوله : « هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ » من كلامه تعالى لا من كلام الملائكة ، وهو من خطابه تعالى لأهل الجمع يوم القيامة يحكيه لنا فيكون في معنى : « ويقال لهم هذا كتابنا » إلخ.
والإشارة بهذا ـ على ما يعطيه السياق ـ إلى صحيفة الأعمال وهي بعينها إشارة إلى اللوح المحفوظ على ما تقدم وإضافة الكتاب إليه تعالى نظرا إلى أنه صحيفة الأعمال من جهة أنه مكتوب بأمره تعالى ونظرا إلى أنه اللوح المحفوظ من جهة التشريف وقوله : « يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ » أي يشهد على ما عملتم ويدل عليه دلالة واضحة ملابسا للحق.
وقوله : « إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » تعليل لكون الكتاب ينطق عليهم بالحق أي إن كتابنا هذا دال على عملكم بالحق من غير أن يتخلف عنه لأنه اللوح المحفوظ المحيط بأعمالكم بجميع جهاتها الواقعية.
ولو لا أن الكتاب يريهم أعمالهم بنحو لا يداخله شك ولا يحتمل منهم التكذيب لكذبوه ، قال تعالى : « يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً » آل عمران : ٣٠.
وللقوم في الآية أقوال أخر :
منها ما قيل : إن الآية من كلام الملائكة لا من كلام الله ومعنى الاستنساخ الكتابة والمعنى : هذا أي صحيفة الأعمال كتابنا معشر الملائكة الكاتبين للأعمال يشهد عليكم بالحق إنا كنا نكتب ما كنتم تعملون.
وفيه أن كونه من كلام الملائكة بعيد من السياق على أن كون الاستنساخ بمعنى مطلق الكتابة لم يثبت لغة.
ومنها : أن الآية من كلام الله ، والإشارة بهذا إلى صحيفة الأعمال ، وقيل : إلى اللوح المحفوظ ، والاستنساخ بمعنى الاستكتاب مطلقا.