يقاسون به فيقال ما محصله : أن موسى عليهالسلام آمن بالكتاب النازل عليه وأنتم استكبرتم عن الإيمان بالقرآن فسخافته ظاهرة.
ومما قيل إن المثل في الآية بمعنى نفس الشيء كما قيل في قوله تعالى : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ » الشورى : ١١ ، وهو في البعد كسابقه.
قوله تعالى : « وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ » إلى آخر الآية قيل : اللام في قوله : « لِلَّذِينَ آمَنُوا » للتعليل أي لأجل إيمانهم ويئول إلى معنى في ، وضمير « كان » و « إليه » للقرآن من جهة الإيمان به.
والمعنى : وقال الذين كفروا في الذين آمنوا ـ أي لأجل إيمانهم ـ : لو كان الإيمان بالقرآن خيرا ما سبقونا ـ أي المؤمنون ـ إليه.
وقال بعضهم : إن المراد بالذين آمنوا بعض المؤمنين وبالضمير العائد إليه في قوله : « سبقونا » البعض الآخر ، واللام متعلق بقال والمعنى : وقال الذين كفروا لبعض المؤمنين لو كان خيرا ما سبقنا البعض من المؤمنين وهم الغائبون إليه ، وفيه أنه بعيد من سياق الآية.
وقال آخرون : إن المراد بالذين آمنوا المؤمنون جميعا لكن في قوله : ( ما سَبَقُونا ) التفاتا والأصل ما سبقتمونا وهو في البعد كسابقه وليس خطاب الحاضرين بصيغة الغيبة من الالتفات في شيء.
وقوله : « وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ » ضمير « به » للقرآن وكذا الإشارة بهذا إليه والإفك الافتراء أي وإذ لم يهتدوا بالقرآن لاستكبارهم عن الإيمان به فسيقولون أي الذين كفروا هذا أي القرآن إفك وافتراء قديم ، وقولهم : هذا إفك قديم كقولهم : ( أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ).
قوله تعالى : « وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا » إلخ ، الظاهر أن قوله : « وَمِنْ قَبْلِهِ » إلخ ، جملة حالية والمعنى : فسيقولون هذا إفك قديم والحال أن كتاب موسى حال كونه إماما ورحمة قبله أي قبل القرآن وهذا القرآن كتاب مصدق له حال كونه لسانا عربيا ليكون منذرا للذين ظلموا وهو بشرى للمحسنين فكيف يكون إفكا.