وقوله : « وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ » عطف على قوله : « فَما أَغْنى عَنْهُمْ » إلخ.
قوله تعالى : « وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى » تذكرة إنذارية متفرعة على العظة التي في قوله : « وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ » إلخ ، فهي معطوفة عليه على ما يفيده السياق لا على قوله : « وَاذْكُرْ أَخا عادٍ ».
وقوله : « وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » أي وصيرنا الآيات المختلفة من معجزة أيدنا بها الأنبياء ووحي أنزلناه عليهم ونعم رزقناهموها ليتذكروا بها ونقم ابتليناهم بها ليتوبوا وينصرفوا عن ظلمهم لعلهم يرجعون من عبادة غير الله سبحانه إلى عبادته.
والضمير في « لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » راجع إلى القرى والمراد بها أهل القرى.
قوله تعالى : « فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً » إلخ ، ظاهر السياق أن آلهة مفعول ثان لاتخذوا ومفعوله الأول هو الضمير الراجع إلى الموصول و « قربانا » بمعنى ما يتقرب به ، والكلام مسوق للتهكم ، والمعنى : فلو لا نصرهم الذين اتخذوهم آلهة حال كونهم متقربا بهم إلى الله كما كانوا يقولون : « ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى ».
وقوله : « بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ » أي ضل الآلهة عن أهل القرى وانقطعت رابطة الألوهية والعبودية التي كانوا يزعمونها ويرجون بذلك أن ينصروهم عند الشدائد والمكاره فالضلال عنهم كناية عن بطلان مزعمتهم.
وقوله : « وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ » مبتدأ وخبر والإشارة إلى ضلال آلهتهم ، والمراد بالإفك أثر الإفك أو بتقدير مضاف ، و « ما » مصدرية ، والمعنى : وذلك الضلال أثر إفكهم وافترائهم.
ويمكن أن يكون الكلام على صورته من غير تقدير مضاف أو تجوز والإشارة إلى إهلاكهم بعد تصريف الآيات وضلال آلهتهم عند ذلك ، ومحصل المعنى : أن هذا الذي ذكرناه من عاقبة أمرهم هو حقيقة زعمهم أن الآلهة يشفعون لهم ويقربونهم من الله زعمهم الذي أفكوه وافتروه ، والكلام مسوق للتهكم.