واحد. فترتيب المواد اللغوية ، حسب أواخر حروفها ، يسهل على قارىء القصائد ، التفتيش عن معاني كلماتها الصعبة.
الصّحاح (تاج اللغة وصحاح العربية).
مؤلفه إسماعيل بن حماد الجوهري ، لغوي من الأئمة. يلي الخليل في الشهرة.
قال في خطبته : «قد أودعت هذا الكتاب ما صحّ عندي من هذه اللغة ... بعد تحصيلها بالعراق رواية ، وإتقانها دراية ، ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية ...».
منهج الجوهري :
ترك الجوهري طريقة الخليل التي اتّبعها في العين عند ما رتبه على مخارج الحروف ، وترك طريقة أبي عمرو الشيباني في كتاب الجيم الذي رتّب مواده على الحروف الهجائية دون مراعاة الحرف الثاني والثالث.
وترك أيضا طريقة أبي عبيد القاسم بن سلام في «المصنّف» بتقسيم الكتاب إلى أبواب بحسب أبنية الألفاظ أسماء أو أفعالا. وابتدع لنفسه نظاما خاصا لم يسبقه إليه أحد ، وهو يفخر به ، يقول في خطبته : «بترتيب لم أسبق إليه ، وتهذيب لم أغلب عليه» وقد اتّسم نظامه ومنهجه في صحاحه بما يلي :
١ ـ رتب الكلمات حسب أصولها وفق النظام الألفبائي ، ما عدا حرفا واحدا هو الواو ، إذ وضعه بين النون والهاء. وجعل لكل حرف بابا خاصا به ، كما قسّم كل باب إلى ثمانية وعشرين فصلا (بعض الأبواب نقل فصولها عن ثمانية وعشرين ، مثل باب «الراء» وباب : «الظاء»).
٢ ـ تجنبا للتصحيف سار الجوهري على طريقة لضبط الكلمات بالحركات تنص على ذكر حركة الكلمة المحتمل أكثر من وجه واحد يقول مثلا : الكداد بالضم ، والحباب بالضم يريد ضبط الحرف الأول ، ويقول مثلا : الثرد بالتحريك ، والجحد بالتحريك ، يريد ضبط الحرفين الأولين (١).
٣ ـ أشار في كثير من الأحيان في صدد الألفاظ إلى الضعيف والرديء والمتروك والمذموم من اللغات.
٤ ـ عني بذكر كثير من مسائل النحو والصرف.
__________________
(١) راجع في الصحاح مادة «كدد» و «حبب» و «ثرد» و «جحد» ومقدمة الصحاح لأحمد عطار ص ١٢٥ والمعاجم اللغوية لاميل يعقوب ص ١٠٨.