وقال المحقق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين : ومنها جميع مصنفات ومرويّات الشيخ الامام السعيد المحقق حبر العلماء والفقهاء ، فخر الملّة والحق والدين ، أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برد الله مضجعه ، وشكر له سعيه ، بالأسانيد المتقدمة إلى الشيخ الفقيه محمد بن نما بحق روايته عنه بالقراءة وغيرها ، فإنه أشهر تلامذته (١).
وقال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة : وعن المشايخ الثلاثة ـ يعني نجيب الدين ابن نما ، والسيد فخار ، والسيد محيي الدين أبي حامد ـ جميع مصنفات ومرويات الشيخ الإمام العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي (٢). إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى نقله بعد وضوح حاله.
والشيخ تقي الدين بن داود لظنّه أن الإعراض عن أخبار الآحاد إعراض عن أخبار أهل البيت عليهمالسلام وهو قادح في العدالة بل الايمان ، أدرجه في الضعفاء ، ومع ذلك قال : محمد بن إدريس العجلي الحلّي كان شيخ الفقهاء بالحلّة ، متقنا في العلوم ، كثير التصانيف لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهمالسلام بالكليّة (٣) ، وفيه ما لا يخفى ، وقد رأيت من مؤلفاته مختصر تفسير التبيان للشيخ أبي جعفر الطوسي ، والظاهر أنه غير كتابه التعليقات الذي هو حواش وإيرادات عليه.
وينبغي التنبيه هنا على أمرين :
الأول : في مجموعة الشهيد ، ونقله في البحار أيضا عن خطّه أنه قال : قال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الإمامي العجلي : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وتوفي إلى رحمة الله ورضوانه سنة ثمان وسبعين
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠٨ : ٧٣.
(٢) بحار الأنوار ١٠٨ : ١٥٨.
(٣) رجال بن دواد : ٢٦٩ / ٤٢٩.