على زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ، ولا يتتعتع راكبه ، ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا (١) تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ، ولاصدرهم بطانة (٢) ونصح لهم سرا وإعلانا ، غير متحل منهم بطائل إلا بغمر الناهل (٣) وردعة سورة الساغب (٤) ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، إلا هلم فاستمع وما عشت اراك الدهر عجبا ، وإن تعجب ، فقد أعجبك الحادث ، إلى اي لجأ لجأوا؟ وبأي عروة تمسكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، بئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) ... إلى آخر الخطبة (٥) » (٩١١) وهي نموذج كلام العترة الطاهرة
__________________
ركابه ، وساقه كما يعتقل الرمح ، وسار بهم سيرا سجحا أي سهلا لا يكلم خشاشه أي لا يجرح أنف البعير ، والخشاش : عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ولا يتتعتع راكبه أي لا يصيبه أذى (منه قدس).
(١) أي يفيض منه الماء (منه قدس).
(٢) أي شبعانين (منه قدس).
(٣) أي ري الظمآن (منه قدس).
(٤) أي كسر شدة الجوع (منه قدس).
(٥) أخرجها أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة
____________________________________
خطبة فاطمة الزهراء في المسجد
(٩١١) « الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم ... الخ ».