أميرالمؤمنين : اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشاً اختارت لانفسها من حين اختار الله لها ، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، واما قولك : انهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فان الله عزوجل ، وصف قوما بالكراهة ، فقال : (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) فقال عمر : هيهات يا ابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن اقرك عليها فتزيل منزلتك مني ، قلت : ما هي يا اميرالمؤمنين؟ فان كانت حقا فما ينبغي ان تزيل منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني انك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما ، (قال) فقلت : أما قولك يا أميرالمؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، واما قولك حسدا فان آدم حسد ونحن ولده المحسودون ، فقال عمر : هيهات هيهات ، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول. (قال) فقلت : مهلا يا امير المؤمنين ، لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ... الحديث (١) » (٩١٢).
__________________
(١) نقلناه من التاريخ الكامل لابن الاثير بعين لفظه وقد اورده في آخر سيرة عمر من حوادث سنة ٢٣ ص ٢٤ من جزئه الثالث ، وأوردها علامة المعتزلة في سيرة عمر أيضا ص ١٠٧ من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة (منه قدس).
____________________________________
(٩١٢) توجد في : الكامل لابن الاثير ج ٣ ص ٦٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٠٧ أفست بيروت على ط ١ بمصر وج ١٢ ص ٥٣ ـ ٥٤ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج ٣ ص ٧٨٦ ط مكتبة الحياة وج ٣ ص ١٥٦ ط دار الفكر بيروت ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٢٣ ، عبدالله بن سبأ للعسكري ج ١ ص ١١٤.