وحاوره مرة أخرى ، فقال له في حديث آخر : « كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبدالله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن. قال : يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قال : قلت : نعم. قال : أيزعم ان رسول الله نص عليه؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال : صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في امره ذرو (١) من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع (٢) في امره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك ، ... الحديث (٣) » (٩١٣).
__________________
(١) الذرو ـ بالكسر والضم ـ : المكان المرتفع والعلو مطلقا ، والمعنى انه كان من رسول الله في أمر علي علو من القول في الثناء عليه ، وهذا اعتراف من عمر كما لا يخفى (منه قدس).
(٢) هذا مأخوذ من قولهم ربع الرجل في هذا الحجر إذا رفعه بيده امتحانا لقوته ، يريد ان النبي كان في ثنائه على علي بتلك الكلمات البليغة ، يمتحن الامة في أنها هل تقبله خليفة أم لا (منه قدس).
(٣) أخرجه الامام أبوالفضل أحمد بن أبي طاهر في كتابه تاريخ بغداد بسنده المعتبر إلى ابن عباس ، وأورده علامة المعتزلة في أحوال عمر من شرح نهج البلاغة ، ص ٩٧ من مجلده الثالث (منه قدس).
____________________________________
(٩١٣) توجد هذه المحاورة في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ٩٧ أفست بيروت على ط ١ بمصر وج ١٢ ص ٢٠ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج ٣ ص ١٤١ ط دار الفكر وج ٣ ص ٧٦٤ ط مكتبة الحياة.