العلم » (٩٧٣) وقد عني غير واحد من قراء الصحابة بجمع القرآن ، غير أنه لم يتسن لهم ان يجمعوه على تنزيله ، ولم يودعوه شيئا من الرموي التي سمعتها (*) ، فإذن كان جمعه (ع) بالتفسير أشبه. وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتابا كان يعرف عند ابنائها الطاهرين بمصحف فاطمة ، يتضمن أمثالا وحكما ، ومواعظ وعبرا ، واخبارا ونوادر توجب لها العزاء عن سيد الانبياء أبيها صلى الله عليه وآله وسلم (٩٧٤). وألف بعده كتابا في الديات وسمه بالصحيفة ، وقد أورده ابن سعد في آخر كتابه المعروف بالجامع مسندا إلى أمير المؤمنين (ع) ، ورأيت البخاري ومسلما يذكران هذه الصحيفة ويرويان عنها في عدة مواضع من صحيحيهما ، ومما روياه عنها ما أخرجاه عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه ، قال : « قال علي رضي الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة ، قال : فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الابل » (٩٧٥) قال : وفيها « المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن احدث
____________________________________
(٩٧٣) يوجد في : الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٢٦ ط المحمدية وص ٧٦ ط الميمنية ، التمهيد في علوم القرآن ج ١ ص ٢٧٧ ، آلاء الرحمن للبلاغي ج ١ ص ١٨ بالهامش ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ق ٢ ص ١٠١ ، الاستيعاب بهامش الاصابة ج ٢ ص ٢٥٣.
(*) ولاجل المزيد من ذلك راجع : التمهيد في علوم القرآن ج١ ص ٢٢٥ وما بعدها ، آلاء الرحمن ج١ ص ١٨.
(٩٧٤) الكافي لثقة الاسلام الكليني ج ١ ص ٢٣٩ و ٢٤٠ و ٢٤١ ط ٣ الحيدرية في طهران.
(٩٧٥) كتاب الصحيفة للامام علي (ع) :