وألف هشام بن الحكم من أصحاب الصادق والكاظم (ع) كتبا كثيرة ، اشتهر منها تسعة وعشرون كتابا (١٠١٧) ، رواها أصحابنا بأسانيدهم إليه ، وتفصيلها في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وهي كتب ممتعة باهرة في وضوح بيانها ، وسطوع برهانها ، في الاصول والفروع ، وفي التوحيد والفلسفة العقلية ، والرد على كل من الزنادقة ، والملاحدة ، والطبيعيين ، والقدرية ، والجبرية ، والغلاة في علي وأهل البيت ، وفي الرد على الخوارج والناصبة ، ومنكري الوصية إلى علي ومؤخريه ومحاربيه ، والقائلين بجواز تقديم المفضول وغير ذلك. وكان هشام من أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام ، والحكمة الالهية ، وسائر العلوم العقلية والنقلية ، مبرزا في الفقه والحديث ، مقدما في التفسير ، وسائر العلوم والفنون ، وهو ممن فتق الكلام في الامامة ، وهذب المذهب (١٠١٨) بالنظر ؛ يروي عن الصادق والكاظم وله عندهم جاه لا يحيط به الوصف ، وقد فاز منهم بثناء يسمو به في الملا الاعلى قدره ؛ وكان في مبدأ أمره من الجهمية ، ثم لقي الصادق فاستبصر بهديه ولحق به ، ثم بالكاظم ففاق جميع أصحابهما ، ورماه بالتجسيم وغيره من الطامات مريدوا إطفاء نور الله من مشكاته ، حسدا لاهل البيت وعدوانا ، ونحن أعرف الناس بمذهبه ، وفي أيدينا أحواله وأقواله ، وله
____________________________________
هشام بن الحكم
(١٠١٧) راجع : رجال النجاشي ص ٣٠٤ ، الفهرست للطوسي ص ٢٠٤.
(١٠١٨) راجع : هشام بن الحكم للشيخ عبدالله نعمة ط بيروت ، فلاسفة الشيعة للشيخ عبدالله نعمة ص ٥٦٢ ط بيروت ، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٢٥٥ ـ ٢٨٠ ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة لاسد حيدر ج ٣ ص ٧٩ ـ ١١٠.