هشام في التوحيد ينادي بتقديس الله عن الحلول، وعلوه عما يقوله الجاهلون ، وذاك كلامه في الامامة والوصية يعلن بتفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي ، مصرحا بأن عليا من جملة أمته ورعيته ، وانه وصيه وخليفته ، وانه من عباد الله المظلومين المقهورين ، العاجزين عن حفظ حقوقهم ، المضطرين إلى أن يضرعوا لخصومهم ، الخائفين المترقبين الذين لا ناصر لهم ولا معين. وكيف يشهد الشهرستاني لهشام بأنه صاحب غور في الاصول ، وأنه لا يجوز ان يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، وانه دون ما أظهره للعلاف من قوله له : فلم لا تقول ان الله جسم لا كالاجسام ، ثم ينسب إليه القول بأن عليا (ع) هو الله تعالى ، أليس هذا تناقضا واضحا؟ وهل يليق بمثل هشام على غزارة فضله ان تنسب إليه الخرافات؟ كلا. لكن القوم أبوا إلا الارجاف حسدا وظلما لاهل البيت ومن يرى رأيهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد كثر التأليف على عهد الكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والحسن الزكي العسكري ، عليهمالسلام ، بما لا مزيد عليه ، وانتشرت الرواة عنهم وعن رجال الائمة من آبائهم في الامصار ، وحسروا للعلم عن ساعد الاجتهاد ، وشمروا عن ساق الكد والجد ، فخاضوا عباب العلوم ، وغاصوا على أسرارها ، وأحصوا مسائلها ، ومحصوا حقائقها ، فلم يألوا في تدوين الفنون جهدا ، ولم يدخروا في جمع أشتات المعارف وسعا.
قال المحقق في المعتبر أعلى الله مقامه : وكان من تلامذة الجواد عليهالسلام فضلاء كالحسين بن سعيد ، وأخيه الحسين ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وشاذان ، وأبي الفضل العمي ، وأيوب بن نوح ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، وغيرهم