يولد ، ولم يكن له كفوا أحدا ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك ، ويصور ما يشاء ، وليس بمصور ، جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ، وتعالى عن أن يكون له شبيه ، هو لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير». (١)
٢ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا العباس بن معروف. قال : حدثنا ابن أبي نجران ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الرحيم القصير ، قال : كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليهالسلام بمسائل فيها : أخبرني عن الله عز وجل هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ، فإن رأيت ـ جعلني الله فداك ـ أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد؟
فكتب عليهالسلام بيدي عبد الملك بن أعين : «سألت ـ رحمك الله ـ عن التوحيد ، وما ذهب إليه من قبلك ، فتعالى الله الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، تعالى الله عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك وتعالى بخلقه ، المفترون على الله ، واعلم ـ رحمك الله ـ أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عز وجل ، فانف عن الله البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود ، تعالى الله عما يصفه الواصفون ، ولا تعد القرآن فتضل بعد البيان». (٢)
٣ ـ وعنه ، بإسناده إلى هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٣) قال عليهالسلام : «بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش ، بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له ، ولا أن يكون العرش حاويا له ، ولا أن يكون العرش محتازا له ، ولكنا نقول : هو حامل العرش ، وممسك العرش ، ونقول من ذلك ما قال : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٤) فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا له ، وأن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان ، أو إلى شيء مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه». (٥)
٤ ـ وعنه ، بإسناده إلى عبدالله بن قيس ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) (٦) فقلت له : يدان هكذا؟ وأشرت بيدي إلى يديه.
فقال : «لا ، لو كان هكذا لكان مخلوقا». (٧)
٥ ـ وعنه ، بإسناده إلى أبي جعفر ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : (وَهُوَ اللهُ فِي
__________________
(١) التوحيد ١٠١ / ١٤.
(٢) التوحيد ١٠٢ / ١٥.
(٣) طه ٢٠ : ٥.
(٤) البقرة ٢ : ٢٥٥.
(٥) نور الثقلين ٣ : ٣٦٧ / ١٢ ، التوحيد ٢٤٨ / ١.
(٦) المائدة ٥ : ٦٤.
(٧) نور الثقلين ١ : ٦٥ / ٢٧٩ ، التوحيد : ١٦٨.