السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) (١) فقال عليهالسلام : «كذلك هو في كل مكان».
قلت : بذاته؟
قال : «ويحك! إن الأماكن أقدار ، فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في أقدار وغير ذلك ، ولكن هو بائن من خلقه ، محيط بما خلق علما وقدرة وسلطانا وملكا ، وليس علمه بما في الأرض بأقل مما في السماء ، لا يبعد منه شيء ، والأشياء له سواء علما وقدرة وسلطانا وملكا وإحاطة». (٢)
٦ ـ وعنه ، بالإسناد إلى عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب «لا إله إلا الله» النظر إلى وجه الله؟
فقال عليهالسلام : «يا أبا الصلت ، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه (صلوات الله عليهم) ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عز وجل : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) (٣) وقال عز وجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) (٤) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليهمالسلام في درجاتهم ثواب عظيم يوم القيامة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أبغض أهل بيتي وعترتي ، لم يرني ولم أره يوم القيامة. وقال عليهالسلام : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني.
يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا تدركه الأبصار والأوهام» (٥)
٧ ـ وعن إسحاق بن عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال في قول الله عز وجل : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) (٦) : «لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الأمر ، فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) (٧) ألم تسمع الله عز وجل يقول : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)». (٨)
ثانيا ـ تنزيه الأنبياء عن المعاصي : الرأي في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام هو عصمة الأنبياء عليهمالسلام جميعا من المعاصي الكبيرة والصغيرة قبل النبوة وبعدها ، ومن السهو والخطأ في التبليغ ، بينما جوز أصحاب الأحاديث والحشوية على الأنبياء الكبائر قبل النبوة ، ومنهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة. (٩)
__________________
(١) الأنعام ٦ : ٣.
(٢) نور الثقلين ١ : ٧٠٤ / ٢٠ ، التوحيد : ١٣٢ / ١٥.
(٣) الرّحمن ٥٥ : ٢٦ و ٢٧.
(٤) القّصص ٢٨ : ٨٨.
(٥) التّوحيد : ١١٧ / ٢١.
(٦) المائدة ٥ : ٦٤.
(٧) المائدة ٥ : ٦٤.
(٨) التّوحيد : ١٦٧ ، والآية من سورة الرّعد ١٣ : ٣٩.
(٩) تنزيه الأنبياء للمرتضى : ٣.