فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فسألته عن ذلك. فقال : أما الشاهد فيوم الجمعة ، وأما المشهود فيوم النحر.
فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار ، وهو يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت : أخبرني عن شاهد ومشهود. فقال : نعم ، أما الشاهد فمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأما المشهود فيوم القيامة ؛ أما سمعت الله سبحانه يقول : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)؟ (١) وقال : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ). (٢) فسألت عن الأول ، فقالوا : ابن عباس ، وسألت عن الثاني فقالوا : ابن عمر ، وسألت عن الثالث فقالوا : الحسن ابن علي عليهماالسلام. (٣)
٦ ـ وعن وهب بن وهب القرشي ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام : أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين ابن علي عليهماالسلام يسألونه عن (الصمد) فكتب إليهم :
«بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وإن الله سبحانه فسر الصمد ، فقال : (اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ) (٤) ثم فسره ، فقال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)». (٥)
٧ ـ وعن الحسين بن سعيد ، عن جابر ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما الصبر الجميل؟
قال : «ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس ، إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان في حاجة ، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم ، فوثب إليه فاعتنقه ، ثم قال : مرحبا بخليل الله ، فقال له يعقوب : لست بخليل الله ، ولكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال له الراهب : فما الذي بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال : الهم والحزن والسقم».
قال : «فما جاز عتبة الباب حتى أوحى الله إليه : يا يعقوب ، شكوتني إلى العباد ، فخر ساجدا عند عتبة الباب ، يقول : رب لا أعود ، فأوحى الله إليه : أني قد غفرت لك ، فلا تعد إلى مثلها. فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا إلا أنه قال يوما : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون». (٦)
٨ ـ وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، فقلت : قوله عز وجل : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ
__________________
(١) الأحزاب ٣٣ : ٤٥.
(٢) هود ١١ : ١٠٣.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٧٠٨.
(٤) الإخلاص ١١٢ : ١ و ٢.
(٥) التوحيد : ٩٠ / ٥ ، والآية من سورة الإخلاص ١١٢ : ٣ و ٤.
(٦) البرهان ، تفسير الآية ٨٦ من سورة يوسف ، التمحيص : ٦٣ / ١٤٣.