فقال : «إذا فعل العبد ما أمره الله عز وجل به من الطاعة ، كان فعله وفقا لأمر الله عز وجل ، وسمي العبد به موفقا ، وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها ، كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره ، ومتى خلى بينه وبين تلك المعصية ، فلم يحل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه». (١)
٢ ـ وعن علي عليهالسلام في قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) (٢) ، قال : أي قولوا : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك لا بالمال والصحة ، فإنهم قد يكونون كفارا أو فساقا. قال : وهم الذين قال الله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً). (٣)
٣ ـ وعن تفسير القمي في قوله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). (٤) قال : قرأ رجل على أمير المؤمنين عليهالسلام : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) على البناء للفاعل.
فقال عليهالسلام : «ويحك! أي شيء يعصرون ، يعصرون الخمر؟!».
قال الرجل : يا أمير المؤمنين ، كيف أقرأها؟
فقال : «إنما نزلت : وفيه يعصرون ، أي يمطرون بعد سني المجاعة ، والدليل على ذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً)». (٥)
٤ ـ وعن أبي الأسود الدؤلي ، قال : رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر ، فسأل عنها أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال علي عليهالسلام : لا رجم عليها ، ألا ترى أنه يقول : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٦) وقال : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) (٧) وكان الحمل ها هنا ستة أشهر» فتركها عمر. قال : ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر. (٨)
٥ ـ وروي أن رجلا دخل مسجد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا رجل يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فسألته عن الشاهد والمشهود ، فقال : نعم ، أما الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة.
__________________
(١) التّوحيد : ٢٤١ / ١.
(٢) الفاتحة ١ : ٧.
(٣) البحار ٢٤ : ١٠ / ٢ و ٦٨ / ١٤٠ و ٧٤ : ٢٢٧ / ٢٢ ، والآية من سورة النّساء ٤ : ٦٩.
(٤) يوسف ١٢ : ٤٩.
(٥) تفسير القمّي ١ : ٣٤٥ ، تفسير الميزان ١١ : ٢٠٣ ، الآية من سورة النبأ ٧٨ : ١٤.
(٦) الأحقاف ٤٦ : ١٥.
(٧) لقمان ٣١ : ١٤.
(٨) الدّر المنثور ٧ : ٤٤١.