الله عز وجل في سورة التوبة : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ..) (١) فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : كنت أنا الأذان في الناس». (٢)
٢١ ـ وفي كتاب (معاني الأخبار) عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : «الإمام منا لا يكون إلا معصوما ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ، ولذلك لا يكون إلا منصوصا».
فقيل له : يا ابن رسول الله ، فما معنى المعصوم؟
فقال : «هو معتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن ، لا يفترقان إلى يوم القيامة ، والإمام يهدي إلى القرآن ، والقرآن يهدي إلى الإمام ، وذلك قول الله عز وجل : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ..)». (٣)
٢٢ ـ وعن محمد بن سالم ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : «وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء ، وتصديق ذلك أن الله عز وجل أنزل عليه من سورة النساء : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (٤) ، والسبيل الذي قال الله عز وجل : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)». (٥)
٢٣ ـ وروى الكليني باسناده ، عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم ، عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ). (٦) قال : «نعم ، ليلة القدر ، وهي في كل سنة من شهر رمضان في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ؛ قال الله عز وجل : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)». (٧)
وبعد ، فهذه طائفة من الخطوط والاتجاهات العامة للتفسير عند أهل البيت عليهمالسلام ، كتبناها على عجل ، ولو أن الباحثين تتبعوا روايات أهل البيت عليهمالسلام في التفسير لاكتشفوا حقولا واسعة من العلم ، وفتح الله عليهم أبوابا من المعرفة بطريقة أهل البيت عليهمالسلام في تفسير القرآن.
وإذا يسر الله تعالى جمع هذه الخطوط وتنظيمها من خلال الروايات الواردة عنهم عليهمالسلام ، وهي كثيرة ومبثوثة في كتب الحديث والتفسير ، من نحو : (أصول الكافي) وكتب الشيخ الصدوق ، و (تفسير علي بن إبراهيم) ،
__________________
(١) التّوبة ٩ : ٣.
(٢) البرهان ، تفسير الآية : ٤٤ من سورة الأعراف ، تفسير القمّي ١ : ٢٣١.
(٣) معاني الأخبار : ١٣٢ / ١ ، والآية من سورة الإسراء ١٧ : ٩.
(٤) النّساء ٤ : ١٥.
(٥) الكافي ٢ : ٢٧ / ١ ، والآية من سورة النّور ٢٤ : ١ و ٢.
(٦) الدخان ٤٤ : ٣.
(٧) الكافي ٤ : ١٥٧ / ٦ ، والآية من سورة الدخان ٤٤ : ٤.