٤ ـ وسئل عن قوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (١) ما عضين؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «آمنوا ببعض وكفروا ببعض». (٢)
٥ ـ وسئل عن قوله تعالى : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) (٣) كيف يشرح صدره؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نور يقذف به ، فينشرح له وينفسح».
قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت». (٤)
٦ ـ وروى البخاري عن عدي بن حاتم ، قال : حين نزل قوله تعالى : (كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (٥) قال : قلت : يا رسول الله ، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، أهما الخيطان؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هو سواد الليل وبياض النهار». (٦)
وقد تضمنت جملة من الموسوعات الحديثية أبوابا خاصة بما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير القرآن.
واشتهر نفر من الصحابة بتفسير القرآن ، مثل : عبدالله بن عباس ، وابن مسعود ، وكان الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام إمام المفسرين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وإليه يرجع عبدالله بن عباس في التفسير وجملة واسعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
حجية ظواهر القرآن
نزل القرآن بلسان عربي مبين ليفهمه الناس ويعملوا به ، والقرآن يصرح بهذه الحقيقة (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ). (٧) والقرآن نور وبرهان وموعظة من عند الله إلى عباده ، وكيف يكون القرآن نورا وبرهانا دون أن يتلقى الناس ظواهر القرآن بالتأمل والتدبر والفهم ، ودون أن تكون ظواهره حجة على الناس؟!
__________________
(١) الحجر ١٥ : ٩٠ و ٩١.
(٢) الإتقان ٤ : ٢٦٨.
(٣) الأنعام ٦ : ١٢٥.
(٤) الإتقان ٤ : ٢٥٤.
(٥) البقرة ٢ : ١٨٧.
(٦) صحيح البخاري ٦ : ٥٦ / ٣٧.
(٧) الشّعراء ٦٢ : ١٩٢ ـ ١٩٥.