[بونت] : بُوَنْتُ ، بضَمِّ أَوَّلِهِ وفتحِ الواو وسُكُونِ النُّونِ : د بالمغْرِب بالأَنْدَلُس ، وفيه حِصْنٌ مَنيعٌ قيل : إنّه لغةٌ في بُنْت السابق ؛ مِنْهُ أَبو الطّاهر إِسماعيلُ بْنُ عُمرَ البُوَنْتِيّ ، علَّق عنه السِّلَفِيُّ ، وأَبو محمد عَبدُ اللهِ بنُ فَتَّوح بنِ مُوسَى بن عبدِ الوَاحد الفِهرِيّ البُوَنْتِيّ ، مؤلفُ كتابِ الشُّروط والوثائق.
[بهت] : بَهَتَه ، كمَنَعُه ، يَبْهَتُه ، بَهْتاً بفتح فسكون ، وَبَهَتاً محرَّكةً ، وبُهْتاناً بالضمّ ، أَي : قالَ عَلَيْهِ ما لَمْ يفْعَلْ.
والبَهِيتَةُ : البُهْتَانُ ، وقال أَبو إِسحاقَ : البُهْتانُ : الباطِلُ الّذِي يُتَحيِّرُ من بُطْلانِهِ ، وهو من البَهْتِ ، بمعنى التَّحَيُّر ، والأَلِفُ والنُّونُ زائدتانِ ، وبه فُسِّر قولُه عزوجل : (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (١) ، أَي : مُبَاهتِينَ آثِمِين.
والبُهْتُ ، والبَهِيتَةُ : الكَذِبُ. بهت فُلانٌ فلاناً : إِذا كذَبَ عَلَيْه ، وفي حديث الغِيبَةِ : «وإِنْ لم يَكُنْ فيه ما تَقُولَ ، فقد بَهَتَّه» ، أَي : كذَبتَ وافتريْتَ عليه.
وبهَتُّ الرَّجُلَ بَهْتاً : إِذا قابلتَه بالكَذِب ، كالبُهْت بالضَّمِّ فالسّكون ، فيهما.
والبَهْتُ بالفتح : حَجَرٌ ، م ، أَي : معروف.
والبَهْتُ : الأَخْذُ بَغْتَةً وفَجْأَةً ، وفي التَّنْزِيلِ العزيزِ : (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ) (٢) هكذَا استدَلَّ له الجَوْهريُّ ، قال شيخُنا : والاستدلالُ فيه نَظَرٌ ؛ لأَنَّ المفَاجَأَةَ في الآية مأخوذَة من لفظ بغْتَةً ، لا من البَهْت ، كما هو ظاهر. قلتُ : وقال الزّجّاج : فتَبْهَتُهم ، أَي : تُحَيِّرهم حينَ تُفاجِئُهم بَغْتَةً.
والبَهْتُ : الانْقِطَاعُ والحَيْرَةُ. وقد بَهُتَ ، وبَهِتَ : إذا تَحَيَّر. رَأَى شيئاً فَبُهِتَ : يَنْظُرُ نَظَرَ المُتعَجِّبِ ، فِعْلُهُما كَعَلِمَ ونَصَرَ وكَرُمَ ، أَي مُثَلَّثاً ، وبها قُرِىءَ في الآية كما حكاه ابنُ جِنِّي في المحْتَسب. وبُهِتَ ، مثلُ زُهِيَ ، أَفصحها ، وهو الّذي في الفَصِيح وغيره ، وصرَّح به ابنُ القَطّاعِ والجوهريُّ وغيرهما ، بل اقتصر عليه ابْنُ قُتَيْبَةَ في أَدب الكاتب ومنع غَيْرَه ، تَقْلِيداً لِثَعلب. وفي التَّكْمِلة : وقرأ الخليلُ : «فباهَتَ الَّذِي كَفَر» وقرأ غيرُه : فبَهتَ ، بتَثْلِيث الهاءِ. وفي اللِّسان : بَهُتَ ، وبَهِتَ ، وبُهِتَ الخَصْمُ : استولتْ عليه الحُجَّةُ. وفي التنزيل العزيز (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) (٣) تأَويلُه : انقطعَ وسكَتَ متحيِّراً عنها. قال ابنُ جِنّي : قِرَاءَةُ ابن السَّمَيْفَعِ فَبَهَتَ الَّذِي كفر ، أَرادَ : فَبَهَت إِبراهيمُ الكافرَ ، ف «الَّذي» على هذا في موضع نصْبٍ. قال : وقِرَاءَةُ ابْنِ حَيْوَةَ : فبَهُت ، بضمّ الهاءِ ، [لغة] (٤) في بَهِت. قال : وقد يجوز أَن يكون بَهَت ، بالفتح ، لغةً في : بَهِت ، قال : وحكى أَبو الحسن الأَخْفشُ قراءَة : فبَهِت ، كخَرِقَ [و] دَهِشَ ، قال : وَبَهُت ، بالضّمّ ، أَكثرُ من بَهِت ، بالكسر ، يعني : أَنّ الضَّمَّةَ تكونُ للمبالغة ، كقولِهم : قَضُوَ الرَّجُلُ.
قلت : فظهر بما ذُكِرَ أَنّ الفتحَ فيه ليس ممّا تفرَّدَ به المَجْدُ ، بل قرأ به ابنُ السَّمَيْفَعِ ، ونقله التَّيّانِيّ في مختصر الجَمْهرة وغيره ، وقال أَبو جعفر اللَّبْلِيُّ نقلاً عن الواعي : فَبَهَتَ الذِي كَفَرَ ، أَي : بَقِيَ متحيراً ، ينظرُ نَظرَ المُتعجِّبِ.
وفي الصِّحاح : وهو مبْهُوتٌ ، ولا يُقَال : باهِتٌ ، ولا بَهِيتٌ. وهكذا قاله الصّاغانيّ ، وأَصله للكسائيّ ، وهو مبنيُّ على الاقتصار في الفعل على : بُهِتَ ، كعُنِيَ ؛ وأَمّا من قال : بهَت ، كنصَرَ ومنَعَ ، فلا مانعَ له في القياس ، وقد نقلَه اللَّبْلِيُّ في شرح الفصيح. قالوا : باهِتٌ وبَهّاتٌ ، وبَهِيتٌ ، يَصلحُ لكونه بمعنَى المفعولِ كمَبهوت ، وبمعنَى الفاعلِ كباهتٍ ، والأَوّل أَقْيَسُ وأَظْهرُ ، قاله شيخُنا.
والبَهُوتُ ، كصَبُورٍ : المُبَاهِتُ وقد باهَتَه. وبينَهُمَا مُبَاهَتةٌ وعادَتُه (٥) أَنْ يُبَاحِثَ ويُبَاهِتَ. ولا تَبَاهَتُوا ولا تماقَتوا ، كما في الأَساس. والمُرَاد بالمُبَاهِت الّذي يَبْهَتُ السّامعَ بما يَفترِيه عليه. وج ، بُهُتٌ ، بضَمَّتَيْنِ ، وبالضَّمّ ؛ وفي حديثِ ابن سَلامٍ ، في ذكر اليهود : «إِنهُم قَوْمٌ بُهْتٌ» ؛ قال ابنُ الأَثيرِ : هو جمعُ بَهُوت ، من بناءِ المُبَالغة في البَهْت ، مثلُ صَبُورٍ وصُبُر ، ثم يُسَكَّنُ تخفيفاً وبُهُوتٌ بالضَّمّ ، قال شيخُنا : لا يُدْرَى هو جمعٌ لماذا؟ أو اسم جمع ، ولا يصلُحُ فيما ذكر أَن يكونَ جمعاً إِلّا لباهِت ، كقاعِدٍ وقُعُود ، وهو قد نفاه عن الكلامِ ، فَلْيُتَأَمل.
__________________
(١) سورة النساء الآية ٢٠.
(٢) سورة الأنبياء الآية ٤٠.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٨.
(٤) زيادة عن اللسان. (٥) الأساس : ومن عادته.